العنف الجنسي داخل العلاقة الزوجية موضوع حساس جدًا، وقصص المعاناة التي تأتي من هذه التجارب حقيقية ومؤلمة. ورغم أن القصص التي قد يتم سردها لا تستند إلى أشخاص حقيقيين، إلا أنها تسعى إلى تسليط الضوء على مشكلة كبيرة قد تواجه البعض وتحتاج إلى توعية ومساعدة.
قصة سارة: معاناة من الداخل
سارة كانت امرأة شابة في الثلاثين من عمرها، تزوجت من أحمد قبل خمس سنوات. كان زواجها بداية مليئة بالأمل والتفاؤل، فقد شعرت بأنها أخيرًا وجدت الشريك الذي سيشاركها حياتها ويكون السند والداعم لها. ومع مرور الوقت، بدأت سارة تلاحظ تغيرات في سلوك زوجها. أصبح أحمد أكثر عدوانية في طلباته، خاصة فيما يتعلق بالجنس.
في البداية، حاولت سارة إقناع نفسها بأن الأمر طبيعي وأنه مجرد اختلافات طبيعية بين الزوجين. لكنها سرعان ما أدركت أن ما كانت تمر به لم يكن طبيعيًا، بل كان إكراهًا. أحمد لم يكن يستمع لها، لم يكن يهتم إذا كانت مرتاحة أو راغبة في العلاقة. كل ما كان يهمه هو إشباع رغباته، حتى لو كان ذلك يعني إجبارها على ممارسة الجنس دون رضاها.
سارة حاولت مرارًا وتكرارًا أن تتحدث مع أحمد، أن تشرح له مشاعرها وأن تخبره بأن ما يحدث يؤلمها نفسيًا وجسديًا. لكنه لم يستجب. بدلاً من ذلك، كان يُبرر تصرفاته بأنها “حقه” كزوج، وأنها “ملزمة” بتلبية رغباته مهما كانت. سارة شعرت بأنها تُفقد نفسها تدريجيًا، وأنها أصبحت تعيش في قفص لا تستطيع الهروب منه.
الليالي كانت طويلة ومليئة بالخوف. كلما اقترب الليل، كانت سارة تشعر بقلق يزداد في قلبها. لم تكن تعلم متى سيتحول أحمد من الرجل الذي أحبته إلى شخص لا يرحم، يتجاهل صرخاتها ويُجبِرها على ما لا تريده. في كثير من الليالي، كانت تبكي بصمت وهي تتمنى لو كان بإمكانها الهروب من هذه العلاقة التي أصبحت جحيمًا.
لم تكن سارة تعلم إلى من تلجأ. كانت تشعر بالخجل والخوف من الحكم المجتمعي. كيف يمكنها أن تخبر الآخرين بأن زوجها، الذي من المفترض أن يحميها ويحبها، هو الشخص الذي يُسبب لها هذا الألم؟ العنف الجنسي داخل العلاقة الزوجية لم يكن موضوعًا يتحدث عنه الكثيرون. ومع ذلك، كانت سارة بحاجة إلى مساعدة، وكانت تشعر بأنها تختنق.
في أحد الأيام، قررت سارة أنها لا تستطيع الاستمرار أكثر من ذلك. توجهت إلى مركز دعم للنساء المعنفات، حيث استمعت إليها مستشارة وأكدت لها أن ما كانت تمر به هو عنف جنسي، وأنها ليست مجبرة على العيش بهذه الطريقة. لأول مرة، شعرت سارة أن هناك من يفهم معاناتها ويؤكد لها أن ما يحدث ليس “طبيعيًا” أو “حقًا” لأي زوج.
بدأت سارة تأخذ خطوات صغيرة لتحرير نفسها من هذا الوضع. اتخذت قرارًا بطلب المساعدة القانونية، وبدأت تفكر في خيارات أخرى لحياتها. لم يكن الأمر سهلاً، لكن مجرد معرفة أنها ليست وحدها، وأن هناك من يدعمها، أعطاها القوة للاستمرار.
الخلاصة
قصة سارة تمثل العديد من النساء اللواتي يعانين بصمت داخل زواجهن. العنف الجنسي في العلاقات الزوجية قضية حقيقية، ويجب أن تكون معالجتها أولوية. لا أحد يستحق أن يُجبر على أي شيء ضد إرادته، حتى داخل الزواج. إذا كنتِ أنتِ أو أي شخص تعرفينه تمرين بموقف مشابه، تذكري أن هناك مساعدة متاحة، وأن الصمت ليس الحل.
اترك تعليقاً