ميادة كانت امرأة شابة في أوائل الثلاثينات من عمرها. كانت حياتها مليئة بالطموحات والأحلام. بعد إنهاء دراستها الجامعية بتفوق، قررت التركيز على بناء مستقبلها الوظيفي، ولكن بعد سنوات من العمل الجاد، جاء وقت الزواج. ميادة كانت دائمًا تؤمن بأن الحب يجب أن يكون الأساس لكل علاقة زوجية، ولطالما انتظرت الشخص الذي تشعر معه بالأمان والاحترام.
في إحدى المناسبات العائلية، تعرفت ميادة على سامر، رجل في منتصف الثلاثينات، كان يعمل في مجال الأعمال، وكان لديه شخصية جذابة وكاريزما جعلت ميادة تشعر بأنها وجدت الشخص المناسب. بعد عدة أشهر من التعارف والخطوبة، تزوجا وبدأت حياتهما الزوجية.
في البداية، كانت الحياة بينهما سعيدة. سامر كان يبدو محبًا وداعمًا، وكان يحرص دائمًا على أن يشعر ميادة بأنها مركز اهتمامه. ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، بدأت ملامح سامر تتغير. أصبح أكثر تحكمًا، وكان يرغب في السيطرة على تفاصيل حياتها اليومية. ميادة كانت تحاول التكيف مع التغيرات، لكنها بدأت تشعر بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.
في أحد الأيام، بدأت ملامح العنف تظهر في تصرفات سامر. كان يصر على ممارسة الجنس في أوقات لم تكن ميادة تشعر فيها بالراحة، وكان يُظهر علامات غضب إذا رفضت أو شعرت بالتعب. حاولت ميادة أن تشرح له مشاعرها، لكنها كانت تواجه دائمًا ردة فعل قاسية. سامر كان يرى أن العلاقة الزوجية تمنحه الحق الكامل في جسدها، بغض النظر عن رغباتها.
كانت ميادة تعاني بصمت. لم تكن تتوقع أن الشخص الذي أحبته وتزوجته قد يتحول إلى شخص يمارس العنف الجنسي ضدها. كانت تشعر بالخوف، وكانت تتساءل كيف يمكن أن يحدث هذا داخل زواج يفترض أن يكون مبنيًا على الحب والاحترام.
بعد عدة أشهر من الصراع الداخلي، قررت ميادة أن تواجه الوضع. بدأت تبحث عن المعلومات حول حقوقها، وتحدثت إلى إحدى صديقاتها التي كانت داعمة جدًا وأخبرتها أنها ليست مجبرة على تحمل هذا النوع من الإكراه. تلك المحادثة كانت نقطة التحول بالنسبة لميادة.
ميادة قررت أن تطلب المساعدة من مركز دعم النساء المعنفات. هناك، وجدت دعمًا نفسيًا وقانونيًا، وبدأت تدرك أن ما كانت تمر به هو نوع من العنف، وأنها لها الحق في العيش بكرامة واحترام. بدأت في اتخاذ خطوات للتعامل مع سامر والتحدث بوضوح عن حقوقها وحدودها.
في النهاية، اتخذت ميادة قرارًا صعبًا ولكنه كان ضروريًا: الانفصال عن سامر. لم يكن القرار سهلاً، لكنها كانت تعلم أن الحفاظ على كرامتها وسلامتها النفسية أهم من أي شيء آخر. بعد الانفصال، بدأت ميادة في استعادة حياتها وبناء نفسها من جديد.
اترك تعليقاً