كان يوماً عائلياً مثالياً. أحمد وزوجته لبنى قررا زيارة أهل أحمد في نهاية الأسبوع بعد فترة من الانشغالات المتواصلة. الأجواء كانت هادئة، والشمس مشرقة، وحتى القهوة التي قدمتها والدته كانت بنكهة إضافية من الحب والعناية. كل شيء كان يسير على ما يرام… أو هكذا اعتقد أحمد!
بعد لحظات من الجلوس على الأريكة الكبيرة، والدته تسأله عن أحوال العمل، ووالده يشارك في الحديث بقصصه المعتادة عن الأيام القديمة. أحمد كان يحاول التركيز، ولكن شيئاً ما كان يشغل باله. نظراته تلتقي بزوجته لبنى التي كانت تجلس بهدوء إلى جانبه، تشاركه ابتسامات هادئة بين الحين والآخر.
وفجأة، وهو وسط محادثة “جدية” مع والده عن كيفية زراعة الطماطم بشكل صحيح، شعر أحمد بنوبة غير متوقعة من الشوق لزوجته. نعم، في وسط كل هذا الحديث الزراعي! 😅
لكن ماذا يفعل؟ فهو جالس في بيت أهله، ومعهما والديه، ولا توجد فرصة للتعبير عن مشاعره بالطريقة التي يريدها. حاول أحمد تجاهل الفكرة، ولكن يبدو أن عقله كان له رأي آخر. بدأ يتململ في جلسته، ويحاول التركيز في حديث والده، ولكن نظراته تستمر في الانجراف نحو زوجته. لبنى لاحظت الأمر، وابتسمت بخفة وكأنها تقول: “حسنًا، لا يمكنك أن تهرب مني!”. 😏
ومع مرور الوقت، حاول أحمد توجيه الحديث إلى مواضيع أخرى، ليبعد عن ذهنه هذه الأفكار، لكن كلما كان والداه يتحدثان عن أمر ما، كانت لبنى ترسل له تلك النظرات الساحرة من زاويتها، وكأنها تستمتع بقدرته المحدودة على التحكم في مشاعره. وكلما حاول أحمد تجنبها، شعرت لبنى بمتعة صغيرة في معرفة أن زوجها يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه! 😄
في لحظة طريفة، قررت والدته أن تُحضر المزيد من الشاي من المطبخ، وتركتهما لوحدهما بضع دقائق. استغل أحمد الفرصة ليقول بخفوت، وهو يرفع حاجبيه مازحًا: “هل تعلمين أن هذا ليس الوقت المناسب؟” فردت لبنى بضحكة خفيفة: “أنا؟ أنا لم أقل شيئًا، لكن يبدو أنني جذبتك بطريقة غير مباشرة!”. ضحكا معًا للحظة، قبل أن يسمعا خطوات الأم عائدة مع الشاي، فاستعادا الجدية على الفور. 😅
وبينما كانت الأم تقدم الشاي بكل حماس، قال الأب: “أحمد، تعلم أن الطماطم تحتاج الكثير من الاهتمام، أليس كذلك؟”، ضحك أحمد داخليًا وهو يفكر: “أعتقد أن الطماطم ليست الشيء الوحيد الذي يحتاج إلى الاهتمام الآن!”. ولكن كل ما كان بإمكانه فعله هو الاستمرار في التظاهر بأن كل شيء طبيعي تمامًا، بينما كانت لبنى ترسل له نظراتها التي تحمل كل المعاني المبطنة.
في النهاية، انتهت الزيارة بطريقة طبيعية، ولكن بمجرد أن غادرا منزل الأهل ودخلا السيارة، نظر أحمد إلى لبنى وقال مبتسمًا: “لقد كنتِ تلعبين بالنار هناك!”. فردت لبنى بضحكة ماكرة: “أنت من جلب الوقود!” 😜.
اترك تعليقاً